لكل شخص أكلت الأسئلة والشكوك خلايا ذهنه ويبحث بصدق عن إجابات مدعومة ومسنودة على كلمة الحق وليس على الفلسفات والأراء الشخصية الخالية من الإستنارة وإعلان الروح القدس، لكل شخص ألحد أو لم يلحد بعد لكن عنده أفكار إلحادية، لكل شخص يشك فى وجود الله أو ينكر وجود الله، لكل شخص يشك فى وحى الكتاب المقدس وعصمته لفظاً ومعنى، لكل شخص تاه فى ظلمات الأسئلة الفلسفية الوجودية الايمانية اللاهوتية الغيبية وأشتاق بصدق من أعماق قلبه لبر أمان وصخرة إيمان، لكل شخص يبحث بصدق عن حُجه وبرهان ونور إعلان، أدعوك لقراءة هذا الكتاب والذي سأتحدث فيه عن أعجب وأعظم شخص فى التاريخ وفى الوجود، أعظم شخص داخل الزمن وخارجه، إنه الرب يسوع المسيح، كما سأتحدث فيه ايضاً عن أعظم كتاب، الكتاب المقدس المعصوم من الخطأ والموحى به من الله لفظاً ومعنى
وأقول فى البدايه هذا الكتاب هو الكتاب الرابع للكاتب لكنه الأول من حيث تصنيفه ككتاب دفاعى وهو ككتاب دفاعى يُعتَبَّر أول كتاب فى سلسلة "قدموا من السمك الذى امسكتم الآن" والتى سأقدم من خلالها مجموعة من الكتب الدفاعية، الأفكار المطروحة فيه فى مجملها ليست "جمع وتقديم" وليست "منقولة أو منقولة بتصرف" وأنا بهذا الكلام لا أدعى بكبرياء أن ما سأطرحه فى هذا الكتاب هو نتاج عقلى الفذ، بل أقول بكل تواضع عندما تمر فى حياتك بأيام عصيبة مظلمة حالكة السواد، كل ثانية فيها مشبعة بالفشل واليأس والصراعات الفكرية العنيفة، عندما يكون تقريرك المحبط عنها "يو ٣:٢١ فى تلك الليلة لم يمسكوا شيئاً" عندما تكون إجابتك على سؤال السيد "يا غلمان ألعل عندكم إداماً؟" هى "لا" الخارجة منك بأعلى صرخات وزفرات ونبرات اليأس والإحباط؛ وفجأة وسط هذا المشهد الكئيب السوداوى اليائس يظهر السيد العظيم بشعاع نور مُجَدِدَاً الأمل مانحاً إياك رجاء، قائلاً بسلطانه المعهود "أَلْقُوا ٱلشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ ٱلسَّفِينَةِ ٱلْأَيْمَنِ فَتَجِدُوا" وبالفعل عندما تطيع وتلقى شِباكك فى الجهة التى حددها لك وتبحث فى النص الذى أشار لك عليه وأناره أمامك، فإذا بك تمسك أسماكاً كثيرة تفوق قدرات عضلاتك فى أن تجذبها وتكتشف أفكاراً وأبعاداً وأعماقاً تفوق قدرات ذهنك فى أن يستوعبها "فَأَلْقَوْا، وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ ٱلسَّمَكِ." هنا فقط ستكتشف أن السلطان الإلهى وحده هو الذى جعل الأسماك تتوافد والأفكار تتوارد لأنك سبق وحاولت أن تصطاد لكنك فشلت وسبق وحاولت أن تفهم ذات النص مراراً وتكراراً لكن دون جدوى، ووسط هذا الشعور الغامر الطاغى بالسلطان الإلهى عندما يأمرك السيد "قَدِّمُوا مِنَ ٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي أَمْسَكْتُمُ ٱلْآنَ" يو١٠:٢١ فليس أمامك خيار آخر سوى أن تطيع وتقدم كما أطعت فأمسكت
قال الله فى أر ٣:٣٣ "اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا." عوائص hidden، هى أمور مغطاة مُختفية تحتاج إلى رفع الغطاء تحتاج إلى إعلان كاشف يكشفها، إنها أمور لا يمكن الوصول إليها بالبحث فقط لكنها تحتاج إلى إعلان إلهى "أجيبك وأخبرك" تحتاج إلى خبرية نور مرسلة من الكلى العِلم تخترق ذهنك ومحدوديتك فتستنير لكى تستطيع أن تنير، إنها فى المقام الأول كشف إلهى وليس إكتشاف إنسانى، والله هنا يقدم أجمل وعد لهؤلاء الجائعين إلى المعرفه والإكتشاف، إنه يعد بأن يجيب ويخبر، لكن إسمح لى عزيزى القارىء أن أقول أن هذا الوعد مُقَدَم لمن يعترف فى قرارة نفسه أنه لا يعرف "عظائم وعوائص لم تعرفها" ومُقَدَم لهؤلاء الشاعرين بالصغر وأن هناك عظائم أعلى وأكبر من مداركهم، ومُقَدَم لهؤلاء الذين يدعون الله ويبحثون ولديهم نهم وعطش لمعرفة الحق "إدعنى فأجيبك وأخبرك" أما هؤلاء الذين بكبرياء قلب يشعرون أنهم عظماء وأن المعرفه بدأت وإنتهت عندهم فلا نصيب لهم فى هذا الوعد
ودائماً وأبداً أجده صعباً أن يستطيع الناقص مهما بلغ ذكاؤه وعلمه أن يشرح الكامل، وأن تستطيع ألفاظ لغة محدودة أن تُعَبِّر بالتدقيق والتفصيل عن شخص غير محدود، لذا ولأنى أؤمن بوحىٍ لفظيٍ للكتاب المقدس أجد أن الإلتزام والتقيد بألفاظ الكتاب المقدس والتى إنتقاها الروح القدس بعناية ودقة لا تقبل الخطأ هما الحل الوحيد الأمثل الآمن عند الحديث عن أى أمر يتعلق بطبيعة المسيح له كل المجد حتى لا ننزلق دون أن ندرى إلى الخرافات وخداع المنطقيات المغلوطه
ثلاثة أسئلة قديمة سؤلت فى الكتاب المقدس ولازالت إلى يومنا هذا سبب حيرة وعثرة للناس وفى ذات الوقت سبب تعجب للمسيح
السؤال الأول: ورد فى لو ٢٢:٤ "وَكَانَ ٱلْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هَذَا ٱبْنَ يُوسُفَ؟»."
السؤال الثاني: ورد فى مر ٣:٦ "أَلَيْسَ هَذَا هُوَ ٱلنَّجَّارَ ٱبْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟». فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ."
السؤال الثالث: ورد على لسان المسيح نفسه فى مت ٤٨:١٢ "«مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتي؟»." رداً على قول أحدهم له "هوذا امك واخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك" فإذا بالمسيح يسأله "من هى أمى ومن هم إخوتى؟" وأقول أن تتسائل الناس فهذا أمر طبيعى لكن أن يسأل كُلِى العِلم ومولود مريم نفسه "مَن هى أمى؟" فهذا سؤال عاصف ومزلزل ولابد أن نقف أمامه طويلاً، فسؤاله حتماً يحمل إجابات ويرسل رسائل، وبإختصار أقول إنه يُجيب فى صورة سؤال لأنه حتماً يعلم الإجابة كما سنفهم من صفحات هذا الكتاب
أليس هذا إبن يوسف؟ أليس هذا إبن مريم؟ من هو يسوع المسيح؟ من هو أبوه؟ ومن هى أمه؟ وأقول أن المسيح نفسه يشارك السائلين أسئلتهم ويجيب سائلاً ويسأل مجيباً "مَن هى أمى؟" لعلهم من خلال سؤاله الإستنكاري الصادم هذا يُعمِلون عقولهم فيدركون الإجابه التى يقصدها، وأقول بكل أسف إنه إلى يومنا هذا، وسط مشاهد ومواكب المديح والتمجيد الصاخبة المبالغ فيها للمطوبة العذراء مريم والتى تخطت حدود التطويب، أرى المسيح واقفاً بالخارج يهمس فى أذان الداخلين إليها والمشاركين فيها سائلاً كل واحد ذات السؤال القديم "مَن هى أمى؟" لعل أحدهم يتوقف لحظة ويتسائل ويُعمِل عقله مراجعاً نفسه فيكسر نور هذا السؤال الخارق سطوة العادات ويُسقِط بعصفه تراب الموروثات الذى أعمى العيون فتستنير مبصرةً الحقيقة
لدينا طفل أتى فى التاريخ إسمه يسوع، قَسَمَ الزمن إلى قسمين، قِسم ما قبل ميلاده وقِسم ما بعد ميلاده، تُثار حول نسبه الكثير من الظنون فبالرغم من أن الكتاب يقول فى لو ٢٣:٣ عنه "وَلَمَّا ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ٱبْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي،" وبالرغم من أن الملاك يقول لمريم أن داود أبوه فى لو ٣٢:١ "هَذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،" وبالرغم من أن يوحنا يقول فى الكتاب مسوقاً من الروح القدس أن مريم أمه فى يو ١:٢ "وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ." إلا أن الكتاب أيضاً فى موضع آخر يزلزل عقولنا بنص غامض صادم ورد فى عب ٣:٧ إذ يقول بولس مسوقاً من الروح القدس عن إبن الله مستخدماً أسلوب التشبيه البديع أنه "بِلَا أَبٍ، بِلَا أُمٍّ، بِلَا نَسَبٍ. لَا بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ حَيَاةٍ، بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِٱبْنِ ٱللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى ٱلْأَبَدِ." هل هذا تصادم فى النصوص؟ نعم هناك تصادم ظاهرى لكل قارىء سطحى، لكن هناك ايضاً إستنارة عميقة مشبعة مبهرة وغنى وكشف وإعلان وإنسجام يفوق الوصف لكل باحث صادق عن الحقيقة
لماذا لم يخاطب يسوع مريم ولا مرة واحدة فى حياته بالقول (يا أمى) بل كان يقول لها (يا امرأه)؟ لماذا خاطب أمه بذات اللفظه "يا إمرأه" والتى خاطب به الكثير من النسوة الآخرين مثل المرأة الكنعانية والمرأة السامرية؟ لماذا لم يميزها بلقب ولفظ خاص مخاطباً إيها "يا أمى"؟ لماذا حذف الروح القدس عن قصد إسم مريم فى سلسلة نسبها الواردة فى لوقا٣؟ أليس هذا غريباً؟
يسوع المسيح، يَرِد عنه فى كثير من الأماكن فى الكتاب المقدس أنه "إبن الإنسان" بينما يرد عنه ايضاً فى أماكن أخرى انه "الإنسان" بتعريف الألف واللام، فهل هذا تعارض أم أن هناك معنى عميق وراء الكلام؟
قال يسوع عن نفسه فى رؤ ١٦:٢٢ "«أنا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلَاكِي لِأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ ٱلْأُمُورِ عَنِ ٱلْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ ٱلصُّبْحِ ٱلْمُنِيرُ»." وقال الروح القدس عنه فى رؤ٥:٥ "الأسد الخارج من سبط يهوذا، أصل داود" نعم فبصفته يسوع هو ذرية داود، لكن بصفته يسوع وبصفته الخارج من سبط يهوذا كيف يكون أصل داود؟ هل الكتاب هنا يتحدث عن لاهوته؟ إن كانت الإجابة "نعم" فلماذا إستخدم الإسم "يسوع"؟ وهل ابن الله فىّ لاهوته هو أصل داود أم رب داود؟ وما الفارق بين الإثنين؟
وأسأل فى البدايه، هل فى الكتاب المقدس محتوى حقيقى يستطيع أن يفك هذا الصراع الظاهرى لهذه النصوص؟ هل هذا تناقض أم أن هناك معنى أعمق من مداركنا نحتاج الى إستنارة إلهيه لكى نصل إليه؟ أسئلة كثيرة جداً حول طبيعة هذا الشخص العظيم العجيب "يسوع" تنتظر إجابات، بمعونة الرب سوف أقدم إجابات كتابية على قدر ما أعطاني الرب من نور
وأقول إن الهروب من القضية ومن الأسئلة بدعوى أن الكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً هو فى الحقيقة فقر فى الإستنارة رغم صِحة التسبيب، نعم فالكتاب المقدس فى مجمله ليس كتابًا علميًا لكنه فى ذات الوقت لا يخلو من إعلان واضح جداً ونور قوى جداً وكافى جداً لعقول هؤلاء المفكرين الذين أكلت الأسئلة عقولهم، والكتاب المقدس فيما يختص بالميلاد العذراوى للمسيح ألقى الضوء على كلا الجانبين (العلمى والروحى) بنصوص صريحة تفك هذا الصراع الظاهري وتجعل العقل ليس فقط ينسجم لكن أيضاً ينبهر
كما أقول أيضاً أن الهروب من القضية ومن الأسئلة تحت إدعاء "صَمْت الوحي" وأن ما صمت عنه الوحى علينا نحن أيضاً أن نصمت عنه ليس دائماً صحيح، لأن ما نراه نحن أحياناً صمتاً من الوحى قد لا يكون بالضرورة صمتاً وإنما قد يكون نقصاً فيما عندنا من إستنارة وفهم للوحى، ودعونى أسأل، من هو الشخص الذى من حقه أن يقرر أن الوحى صمت فى هذه الجزئية او تلك؟ أليس من الممكن أن يكون الوحى قد تكلم وأعلن لكنى فى محدوديتى وظلمتى لم أستطع أن أفهم إعلانه فظننته صمت؟! نعم المبدأ صحيح والتكلم فيما صمت عنه الوحى هو فتاوى بشرية تنشىء بدعاً وهرطقات، لكن تطبيقنا للمبدأ ليس دائماً صحيح، فالصمت عما أعلنه الوحى ولو بصورة غامضة فظنناه خطأً صَمْتْ هو تقصير فى البحث عن الحق وتقصير فى الصلاة بلجاجة وإلحاح لطلب الإستنارة والإجابة، وخسارة كبيرة لنا فى النهايه، فالوحى أوسع جداً من محدوديتنا وقصور عقولنا وكم من المرات ظنناه صمت وفوجئنا أنه تكلم لكننا لم نعى أنه تكلم لأنه تكلم بطريقة مشفرة تحتاج الى إستنارة لفكها
إن هذه القضية الهامة جداً والتى تخص طبيعة المسيح تناولها الكتاب المقدس من بدايته فى سفر التكوين عندما قال عن المرأه فى تك ١٥:٣ "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»." وهذا هو أول ذِكر لنسل المرأة، ولم يُختَم الوحى المقدس إلا والروح القدس يشير مرة أخرى إلى ذات الأمر عندما قال المسيح عبارته العجيبة العميقة الغامضة فى رؤ ١٦:٢٢ "«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلَاكِي لِأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ ٱلْأُمُورِ عَنِ ٱلْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ ٱلصُّبْحِ ٱلْمُنِيرُ»." يسوع فى بداية سفر التكوين هو نسل ويسوع فى نهاية سفر الرؤيا هو أصل!! وبين التكوين والرؤيا مئات الإشارات أخفاها الروح القدس بين صفحات الوحى بعضها صريح وبعضها غامض مُشَفَّر لكن جميعها متسق منسجم دون تعارض أو تضارب لكل قارىء مدقق صادق فى بحثه
فى هذا الكتاب سأتحدث أيضاً عن ما يمكن أن أسميه مجازاً "الوحى العذراوى للكتاب المقدس" على غرار "الحبل العذراوى بالمسيح" ومن خلال حديثى هذا سأتناول قضية لفظية الوحى والتى للأسف الشديد أمام صعوبة بعض النصوص يستسهل البعض وينكرها
عزيزى القارىء أدعوك بقلب متضع طالب الفهم باحث عن الحقيقه أن تعطى نفسك فرصة بأن تكون على إستعداد لإستقبال بُعد أعمق ومنظور جديد قد يختلف عن موروثاتك القديمة، فما قيمة التمسك بموروثات بها متناقضات وعلامات إستفهام غير مجاب عنها؟ أو مجاب عنها إجابات موروثة غير مقنعة وغير متسقة مع باقى الكتاب؟ هل أنت محامٍ عن الموروثات أم باحث عن الحقيقة؟
أدعوك أن تقرأ ما سأقدمه فى هذا الكتاب من طرح ليس بعقلية وقلب "أنا عارف" لأن هؤلاء الذين بكبرياء قالوا فى يو ٤٢:٦ "أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ، ٱلَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ؟" كانوا فى الحقيقة يجهلونه رغم إدعائهم أنهم عارفون به
كما أدعوك أيضاً أن تقرأ بعقل يقظ نقدى محلل مراجعاً كل النصوص التي سأطرحها من الكتاب المقدس، أدعوك ان لا تقبل دون تحليل ومراجعة وإلا لما إختلف الحال عما قَبلِتهَ قديماً بالوراثة دون تحليل ومراجعة
صلاتى وأمنياتى أن يستخدم الرب هذا الكتاب لينقلك من خلاله نقلة أعمق فى منظورك لكل من المسيح والكتاب المقدس، صلاتى أن أكون قد نجحت فى ترتيب الأفكار وصياغة العبارات وإنتقاء الألفاظ بطريقة سلسلة وسهلة لعقول الجميع، ولا أخفى عليكم أنها كانت مهمة صعبة للغاية لأن القضية بالفعل شائكة للغاية، لكنى بكل إتضاع وحب لكل شخص، أقول أن رغبة قلبى الصادقة هى أن أطعم الجميع مما أطعمنى به الكريم وأن يشبع الجميع كما شبعت أنا وأن تتثبت قلوب المهتزين وترتاح عقول المفكرين من عذاب بل جحيم الصراع الفكرى الذى أعرفه جيداً
فى هذا الكتاب سأتناول كمال ناسوت المسيح فى ميلاده، حياته، موته، دفنه، قيامته، ثم كمال ناسوته فى الرمز، وسوف أُرَكِز بمعونة الرب فى أكثر من ٨٠٪ من الكتاب على كمال ناسوت المسيح فى ميلاده لأنها القضية الجوهرية والمحورية التى يدور حولها الكتاب