ثياب هارون، إنه أكثر من مجرد ثياب، فثياب صممه الله لن يكون مجرد ثياب جميل فحسب لكن حتماً فى ثنايا نسيجه وبين خيوطه تتوارى افكار الله البعيدة العميقة ومقاصده القديمة الغامضة، ثياباً يخفى رموزاً ويحمل كنوزاً، ينطق بكلمات ويشير بإشارات، فى أحجاره الكريمة أنوار وأفكار، وفى ضفائره الذهبية شفارٌ وأسرار
رداء إيليا، إنه أكثر من مجرد رداء، رداء فيه قوة غير عاديه، قوة لا تكمن فيه لكن تكمن فى الشخص المرموز له به، انه شخص الروح القدس، هذا الإقنوم الإلهى الذى قيل عنه فى الكتاب المقدس أنه يخلق، يجدد، يحيى، يعزى، يعين، يشفع، يُذَكِّر
انه ليس مجرد كف من الدقيق وليس مجرد قليل من الزيت، انها ليست مجرد سحابة قدر كف ومطر يسبقه حس، انها اشارات للمطلق ورموز للغير محدود
فى هذا الكتاب سوف أستعرض معك عزيزى القارىء حال الكنيسة بين افكار الله ومقاصده العظيمة المبهرة، وبين واقعها الهزيل المؤسف لتعرف مدى احتياجها لعمل الروح القدس وتحركاته القوية المنهضه والتى بدونها يستحيل ان تتحقق مقاصد الله فى الكنيسة اولاً وبالكنيسة ثانياً
فيه أيضاً سترى عظمة الوحى اللفظى للكتاب المقدس، سترى ترابط افكاره ووحدة موضوعه، وكيف ان العهدين القديم والجديد هما وجهان لعملة واحدة ونافذتين منهما ترى ذات الشخص ألا وهو الرب يسوع المسيح، فيه سترى الله وهو بطريقة مشفرة ومبدعة جداً يخبر من البدء بالأخير، اعدك انك بعد قراءة هذا الكتاب سترى الكتاب المقدس بمنظور مختلف
