قدموا من السمك الذى أمسكتم الآن
أين آثار المياه على وجهك و ملابسك ؟
هل تقدم اسماك طازجه ام اسماك مجمده ؟

عباره بديعه نطق بها السيد على بحر طبريه موجهاً كلامه للتلاميذ .. عباره تحوى دقه لفظيه و معانى مخفيه تفوق الوصف .. فيها أرى على الاقل ثلاث دروس هامه

♦️♦️اولاً : لم يقل لهم المسيح قدموا من السمك الذى إصطدتم ( fishing ) لكن قال لهم قدموا من السمك الذى أمسكتم ( catch ) .. و يا لروعة السيد و دقته .. فهم فى الحقيقه لم يصطادوا .. كصيادين فشلوا فشلاً ذريعاً .. طول الليل لم يصطادوا سمكه واحده .. لقد عاشوا ليلة كل ثانية فيها مشبعه بالفشل و الاحباط و اليأس و البؤس .. لكن فى الصباح وقف السيد على الشاطىء و أمر السمك فتحرك و دخل شباكهم و ملأها و عندها قاموا هم بجذب الشبكه و إمساك السمك

و كم من أمور اعطاها الرب لنا دون أى فضل منا .. كم من أمور حصلنا عليها ليس بمهارتنا و شطارتنا و خبرتنا و ذكائنا بل جائتنا بسلطان الله و قدرته لأنه فى نعمته و محبته أراد ان يعطينا .. لكن السؤال الواجب الاجابه الان، هل #أمسكنا بهذه الامور جيداً ؟ أم بطفولة و غباء لم نقدر قيمتها و تركناها #تتسرب من بين ايدينا ؟ .. كم من مرات بكسل و وهن و #رخاوه #إستثقلنا ان نسحب الشباك فخسرنا ما بها من بركات .. كم من بركات كانت بين ايدينا و بجهل منا فقدناها

قالت عروس النشيد هذه الكلمات الرائعه نش ٣ : ٤ "فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي." .. يا لروعة هذه العبارات و قوتها .. #وجدت من تحبه نفسى .. #فأمسكته و #لم_أرخه ( امسكته و لم ادعه يذهب )

فى تك ٣٢ : ٢٦ امسك يعقوب بالله و بركته و لم يفرط فيما له "وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لِأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ ٱلْفَجْرُ». فَقَالَ: «لَا أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي»." .. كلمات يعقوب #لا_أطلقك هى ذاتها فى الترجمات الانجليزيه كلمات العروس #لمْ_أُرخه ( لن أدعك تذهب )

و فى ٢مل ٤ : ٨ يقول الكتاب "وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ ٱمْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا." .. #فأمسكته .. كان رجل الله اليشع يعبر و يميل الى شونم .. لكن الشونميه لم تكن تكتفى بمجرد العبور .. لم تقل له مثلاً ( تكفينى هالطله .. يكفينى مرورك ) لان مجرد مروره لم يكن بالفعل كافياً بالنسبة لها فكانت تمسكه ليميل و يجلس و يأكل

♦️♦️ثانياً : هل تقدم مما امسكت انت ام مما امسكه غيرك ؟ هل تقدم افكار #طازجه للتو اخذتها من الرب ام تأخذ افكاراً #مأكوله_منقوله من هذا و من ذاك و تدعى انها افكارك ؟ إن ادعيت #كذباً انك تقدم مما امسكت سأسلك اين #آثار المياه على وجهك و ملابسك ؟ اين اثار جلستك مع الله ؟ اين اثار اختبار #الفشل الذى كسر كبريائك و ثقتك الزائده بذاتك و جعلك تتكلم بإتضاع شاعراً بلا شيئيتك و شاعراً بغنى نعمة الله ؟ اين اثار شعورك بالصغر و حجمك الطبيعى و الكبير جداً يناديك #يا_غلام ؟ لماذا اراك منتفخاً متضخماً ؟ اين اثار #سماع صوته ( القوا الشبكه على جانب السفينه الايمن فتجدوا ) ؟ اين اثار #رؤيته واقفاً على الشاطىء فى زياره خاصه لك ؟ اين اثار الشعور بهيبته و سلطانه على البحر و السمك ؟ اين اثار الفرحه الغامره التى غمرت قلبك بعد ليلة فشل حزين و كئيب ؟ اين اثار المياه على وجهك ؟

السمك الطازج له طعم آخر، قال لهم المسيح ( قدموا من السمك الذى امسكتم #الأن ) .. الان و ليس من ساعه مضت .. الان و ليس من الامس .. الان و ليس من عام مضى .. الان و ليس من جيل مضى، هل تقدم اسماك طازجه ام اسماك #مجمده ؟ الطعم حتماً يختلف .. إن القضيه يا صديقى تكمن ليس فى تقديمك للسمك ( مش فى كثرة الوعظ ) و لكن تكمن اولاً فى كيفية حصولك على هذا السمك الذى تقدمه ( فى كثرة الخلوه و الجلوس معه اولا )

♦️♦️ثالثاً : هل تقدم ام #تحتكر ؟ هل تقدم مما امسكته ام تحتكره لنفسك ؟ لن اطيل فى هذه النقطه و سأكتفى بتذكيرك بالنص المنذر أم ١١ : ٢٦ "مُحْتَكِرُ ٱلْحِنْطَةِ يَلْعَنُهُ ٱلشَّعْبُ، وَٱلْبَرَكَةُ عَلَى رَأْسِ ٱلْبَائِعِ."