المدونة

موضوعات بحثية روحية

اعترافات و درس للزمان

هما مش عاوزين حاجه ...
انت اللى عاوز ايه ؟
كان سؤالاً مزلزلاً لاعماقى و كانت نقطة تحول فى حياتى

بدأت علاقتى مع الرب منذ عمر مبكر و كان عندى الكثير من الاسئله المحيره .. و كان الرب تدريجياً يكشف لى شيئاً فشيئاً نورا تلو الاخر .. كانت فى البدايه انوار بسيطه تتناسب مع عمرى و نوع اسئلتى فى ذلك الوقت .. كنت اكتب هذه الاجابات و انا فى غاية الفرح ليس فقط لانى حصلت على اجابه لكن لشعورى ان الله يسمعنى .. بدأت فى كتابة مقالات صغيره و قصيره و بسيطه و كان الاسلوب فى البدايه بسيطاً و ليس بليغاً .. قمت بفرح بعرض هذه المقالات على احد الاخوه الذى يكبرنى فى العمر لاعرف تعليقه او توجيهه او تعديله حتى أنمى فىّ هذه الموهبه .. لكن للاسف كان هذا اول حجر عثره ارتطم به داخل المجتمع الكنسى الذى كنت انتمى اليه .. لم احصل فى البدايه على اى اجابه او اى تعليق ايجابى او سلبى .. لكنى انتظرت اكثر و كانت فحوى الاجابه التى سمعتها بعد طول انتظار ما معناه ان هذا الكلام بسيط و خفيف اوى و ليس فيه من العمق ما يجعله يحمل رسائل مفيده

اخذت هذه الاجابه على محمل الجد رغم استيائى الداخلى من رد الفعل و الاسلوب، و جلست مع نفسى فى حجرتى و قلت فعلاً معاهم حق .. و بدأت اصلى ان يعطينى الله نوراً و فكراً اعمق فى الكتاب من هذا الفكر السطحى .. و اعترف ان دوافعى التى دفعتنى لمثل هذا الطلب وقتها كانت غير صحيحه، فقد كنت ابغى الدخول فى المنافسه و ان اُثبِت نفسى .. لكن الله الذى لا يقصف قصبه مرضوضه و لا يطفىء فتيله مدخنه استجاب طلبتى بنعمته و اعطانى غمر من النور و سيل من الافكار الجديده و التى يشهد الله انى لم اقرأها من قبل فى كتب ( هذا فضلاً عن ان النقل ليس عادتى و لا سعادتى ) .. هذا الغمر بصدق ابهرنى و اذهلنى و اشبعنى و جعلنى اتمسك اكثر بالكتاب المقدس و احبه من قلبى بصدق .. و بالتدريج بدأ ايضاً مستوايا البلاغى و اللغوى يتحسن تدريجياً فى الكتابه و الصياغه .. فتشجعت و قمت بعرض بعضاً مما كتبته على بعض المعتبرين .. فلم احصل ايضاً فى البدايه على اجابه لا ايجابيه و لا سلبيه .. لكن بعد فتره من الانتظار وصلنى رد فحواه ان الكلام تقيل و عميق اوى و المستوى محتاج ينَزِّل شويه

و هنا دخلت حجرتى و سألت نفسى متعجباً ( هم عاوزين ايه ؟ لا البسيط عاجب و لا العميق عاجب ) و شعرت بصوت يجيبنى ( هم مش عاوزين حاجه .. انت اللى عاوز ايه ؟ ) كان سؤالاً مزلزلاً لاعماقى و كانت نقطة تحول كبيره فى حياتى .. و كان الله يصحح دوافعى .. كان الله يفطمنى من انتظارات الناس و الركض خلفهم .. كان الله يُسقط من امام عينى تدريجياً الواحد تلو الآخر ليبقى المسيح وحده النموذج الفريد الذى يستحق التأمل و الانتظار .. علمنى الله هذا الدرس الغالى جداً فى الحياة، ان لا ابغى مدح او تصفيق احد و لا اخشى نقد او استياء احد .. علمنى ان احب الجميع و احترم الجميع بإباء دون ان انتظر او اتسول شيئاً من احد .. علمنى كيف اكتفى به .. علمنى كيف ان ابتسامة رضاه و نعماً الخارجه من شفتاه تغنينى عن نظرات المعنيين و ردود المعتبرين .. و هنا شعرت بالقوه الداخليه الحقيقيه و هنا بدأت الانطلاق .. لن أفَرِّط فى الحق لان من يتمسكون به نماذج معثره، سأظل متمسكاً به لكنى سأجتهد و اصلى ان اكون نموذجاً غير معثراً لاحد

remoon-jo-white.png

اشترك فى قائمتنا البريدية

اشترك الآن فى قائمتنا البريدية، لتتلقى كل جديد...

Copyright ©2024RJBooks .
payment-card-img

Search